الجزء الثالث:
نتطرق في هذا الجزء الى مراكز القيادة في الجبهة الجنوبية ونشاطها .
انطلاقا من مركز القيادة في ڨاو تم فتح العديد من المراكز في شمال مالي والنيجر وبالقرب من الحدود الجزائرية وذلك بالاتفاق مع سلطات البلدين الشقيقين ، وأهم مراكز الثورة الجزائرية مركز كيدان الذي استقرت به وحدات جيش التحرير الوطني وباشرت به المهام التجنيد والتدربب واقيمت به مصالح الاتصالات و النقل والتسليح ، وانطلاقا من مركز القيادة بڨاو تم فتح العديد من المراكز لتنهض بمهام التدريب والتموين والاتصالات ، ونذكر من أهمها :
_1مركز أنتكو : يشرف على التدريب والنقل ، استقرت به الكتيبة الثانية وبقيادة بوجمعة بوسعيد
_2مركز انتدني : يتولى اللإشراف على المهام العسكرية و المدنية ، يقوده أولاد الطالب حميها ، وتنشط به الكتيبة الأولى .
_3مركز برج باجي مختار : وهو موقع متقدم للتموين والاتصالات ، استقرت به الكتيبة الثالثة التي يشرف عليها سي يحي بوب
_4مركز تاديني : للتموين والنقل جنوب تمنراست ويحتوي مركز القيادة في ڨاو على مبنى وضعته السلطات المالية تحت تصرف الجيش التحرير الوطني ويتألف من جناح إدارة وسجن و مخزن كما أرسيت لجان مدنية لجبهة التحرير تشرف على تأطير الجزائريين بڨاو ، ونذكر من بين مسؤوليها بوجمعة بوسعيد الحاج حمادي اقاسم ، والحاج عبد القادر أما المراكز المدنية التي تشرف عليها لجان جبهة التحرير الوطني فهي عديدة نذكر منها مركز كيدال الذي يشرف عليه حمو زقزاق و مرموري محمد و مرموري عبد الصمد ، ومركز أقلهوم يتولاه ما يخاف أحمد ، ويشرف مولاي عبد الصمد على مركز تمبوكتو، ومثلما هو الحال في بلدان التي تتواجد بها الجاليات الجزائرية تم تأطير التراب المالي و النيجري بنظام جبهة التحرير الوطني بغية تفعيل دور المهاجرين الجزائرين في موازرة ثورة بلادهم ، ويذكر المجاهد مرموري محمد ان التنظيم المدني كان ينسق عمله مع قيادة الثورة و المراكز العسكرية بكيدال وانه كلف بتسجيل جميع الجزائرين المتواجدين بمالي ووضع بطاقات خاصة تعرف نشاطهم و إمكانيات الاستفادة من خدماتهم ، وقد أسهم الجزائريون المتواجدون بمالي والنيجر في ميدان التعبئة و النقل و الاتصالات وكلف التجار المتنقلون بين أدرار ومالي بربط شبكة النقل والتموين والاتصال بين مراكز الجبهة الجنوبية ومناطق توات و تمنراست ، وأقيم خط ارتباط دائم ينطلق من ڨاو و يصل إلى أدرار و بشار ووهران .
وأوكلت إلى اللجان المدينة مهمة التوعية السياسية والتعبئة بين صفوف التجار والمهاجرين الجزائرين ، ونهض المحافظون السياسيون بجهود كبرى في ميدان التعبئة مركزين على مبدأ الجهاد الديني و ضرورة تحقيق الإستقلال الوطني ، وحققت نجاحات هامة بفضل الاستجابة لنداء الواجب الوطني ، وتولت خلايا اللجان المدنية للجبهة الجنوبية مسؤوليات أخرى من أهمها :
كلفت بالعمل على تجنيد الجزائرين في صفوف جبهة وجيش التحرير الوطني بالمناطق المالية والنيجرية ، وقام قادة بوزيد وكابوية و مرموري محمد بجهود لربط الاتصال بسكان توات ودعوة الشباب للإنخراط ويذكر المجاهد أڨوجيل عبد القادر أن دراية أحمد أبلغهم أنه يتوجب على كل واحد منهم تجنيد خمسة أشخاص وهكذا وفي فترة قصيرة تم تجنيد عشرات الشباب .
قامت بجمع الإشتراكات والتبرعات وتخزين المؤونة وتوزيعها على المراكز وعملت على جمع المعلومات واخبار عن تحركات العدو وتكلفت بتنظيم مراقبة دورية لحراسة وحدات جيش التحرير .
وبذلك احتضنت الجالية الجزائرية وطوارق الثورة في المناطق المالية والنيجرية ووجدت فيها خير معين وتأكد لها أن الجزائرين أينما كانوا يقدمون تضحياتهم لمساعدة الثورة وموازرتها ، وبفضل هؤلاء الجزائرين الذين استوطنوا او أمنوا هذه المناطق الصحرواية تمكنت قيادة الثورة من تجنيد سكان الصحراء وبعثت فيهم الروح الثورية فهبوا للانخراط في نضامها المدني والعسكري.
المصد:رالمجاهدالروائي صلاح الدين محمد