recent
أخبار ساخنة

ثورة التحرير: دور الجبهة الجنوبية عبد العزيز بوتفليقة

Algeria The Best
الجزء الثاني:

  نواصل مع دور الجبهة الجنوبية وقيادة عبد العزيز بوتفليقة حيث يذكر المجاهد بن سبڨاڨ في شهادته أن البعثة نزلت في ضيافة الرئيس المالي و لقيت الترحاب الحار ، وقد أمر وزير دفاعه بنقل الوفد الجزائري إلى منطقة ڨاو و كيدال ، وبعد معاينة المنطقة و الوقوف على جغرافيتها و إمكانياتها السياسية و العسكرية دون تقرير مفصل عن الاهمية الاستراتيجية للمنطقة ، رجع به الرائد زكرياء إلى تونس.

ثورة التحرير: دور الجبهة الجنوبية عبد العزيز بوتفليقة

و على ضوء هذا التقرير قررت قيادة الثورة فتح جبهة جنوبية على الحدود المالية النيجيرية ، ووضعت كل الإمكانيات و الترتيبات لإنجاح مهامها و خاصة ما يتعلق بخطة العمل و مهام الجبهة و تسليحها و علاقاتها بالدولتين المضيفتين.

و نظرا الأهمية الاتصالات اللاسلكية في التنسيق و الاتصالات بين هذه المناطق النائية وقيادة الثورة في تونس أقيمت شبكة اتصالات للربط بين الممثليات الدبلوماسية الجزائرية في كوناكري و باماكو و أكرا وبين قيادة الجبهة الجنوبية ، وأدت المحطات الرئيسية للاتصالات في كيدال وتساليت و غاو دورا أساسيا في تفعيل مهمة الجبهة الجنوبية ، كما أن افتتاح الخط الجوي الذي يربط الرباط بباماكو تزامنا مع فتح الجبهة الجنوبية أسهم في تنسيق الاتصالات وايصال العتاد .

وقد ارسلت بعثة للإشراف على إنشاء الجبهة الجنوبية ضمت ممثلين عن قيادة هيئة الأركان العامة : عبد العزيز بوتفليقة و أحمد قايد وممثلي الحكومة المؤقتة "عمر أوصديق" و فانون وضباط القاعدة الشرقية الذين أطلق سراحهم للتو : عبد الله بلهوشات و محمد الشريف مساعدية و احمد دراية و العيساني شويشي إضافة إلى الطبيب بشير معناك المدعو "نور الدين" .

و استقرت القيادة في مركز "ڨاو" وقدمت لها السلطات المالية كل المساعدات الممكنة ، وبعد وقت قصير عاد كل من قايد أحمد و عمر أوصديق إلى مهامها و توزعت المسؤوليات ميدانيا وفق الشكل التالي :

_عبد العزيز بوتفليقة قائد سياسيآ و عسكريآ للمنطقة

_عبد الله بلهوشات عضو قيادة المنطقة مكلف بالشؤون العسكرية

_محمد الشريف مساعدية عضو قيادة المنطقة مكلف بالشؤون السياسية

_دراية أحمد عضو قيادة المنطقة مكلف بالاتصالات و الأخبار

_عيساني شويشي مسؤول مصلحة التموين

_بشير نور الدين مسؤول مصلحة الصحة

وبعد أشهر التحق عبد العزيز بوتفليقة بقيادة هيئة الاركان في تونس و خلفه نائبه عبد الله بلهوشات في قيادة المنطقة

  قاعدة الجبهة الجنوبية و دور  كيل  آهڨار في النشاط الثوري:

  و قد تم في عهد قيادة عبد العزيز بوتفليقة لهذه الجبهة ارساء نظام جيش وجبهة التحرير بالمنطقة وبعث نشاطها الثوري ، بدا العمل سريا بنشر التوعية السياسية و تجنيد الجزائرين المتواجدين بمالي ، وكذا الاهتمام بمسائلة التموين و التسليح ثم تقرر الاتصال بالمناطق الصحراوية الجزائرية فكلف عبد العزيز بوتفليقة أقاسم حمادي بفتح الطريق بين ڨاو وأدرار ومنها الى بشار ووهران ، وكلف دقة محمد و بوعمامة عبد الرحمان بربط الاتصال بمنطقة تمنراست ، وقد حمل الأول رسالة و تنسيق مع امنوكال الحاج باي آخاموك واتصل الثاني بمولاي أحمد الكحل بتمنراست لتجنيد ابناء الأهڨار و تنسيق مع كيل أهڨار مهد الطريق أمام تنقل مسؤولي الجبهة الجنوبية الى منطقة توات والهقار لبعث النشاط الثوري .

وفي ميدان التسليح أعدت قيادة الثورة خطة محكمة لايصال الاسلحة الى الجبهة الجنوبية اذ اقتنى بوصوف شحنة من الاسلحة تشيكوسلوفاكيا حوت عشرين قنطار من الاسلحة الخفيفة و نصف الثقيلة و ذلك باسم دولة غينيا ، وقد تسلمها بوتفليقة و بن سبڨاڨ من الرئيس أحمد سيكوتوري ونقلاها برآ إلى مالي حيث شحنت من هناك إلى ڨاو ، وقد وزعت هذه الأسلحة على فرق جيش التحرير المشكلة من شباب توات ، وقد حصر محمد الشريف مساعدية مرتكزات العمل في المرحلة الأولى على تحقيق المهام الآتية :

_مهمة الاستعلامات وهي معرفة كل ما يتعلق بالعدو و تحركاته و أسلحته و نشاطه السياسي و ذلك بقصد أخذ احتياطات مواجهته

_مهمة تأطير الجالية الجزائرية في مالي والنيجر والتي تتشكل من التجار التواتيين و التوارق

_مهمة التجنيد الشبان و تدريبهم و التمركز في شكل كتائب و فصائل تنهض بمهام التدريب و التسليح

و قد كانت المرحلة الأولى صعبة للغاية و تجمع شهادات الفاعلين أن الطبيعة القاسية و الرقابة الفرنسية و التخوف من ردود فعل السكان التوارق و صعوبة الاتصال كلها معوقات دفعت إلى انتهاج السرية و أخذ الحيطة ،فقد كنا نتحرك بصعوبة و سرية كبيرة جدآ لتثبيت أقدام جيش التحرير في كل مكان ، وبعد مرور فترة اكتشفت فرنسا و لكن بعد فوات الأوان حيث أخذنا نفرض أنفسنا ورحنا نقوم بعدة عمليات عسكرية و لم تستطيع فرنسا أن تتدخل.

   

ثورة التحرير: دور الجبهة الجنوبية عبد العزيز بوتفليقة

   
في البداية تزودت المنطقة الجنوبية بالأسلحة الخفيفة من رشاشات و بنادق حربية ، وفي أواخر عام 1961م تدعمت بالاسلحة النصف الثقيلة ، وتم تزويد الجبهة بالأسلحة جوا بواسطة الطرود و الحقائب المهربة دون علم السلطات المحلية و طاقم الطائرة ، كما زودت الجبهة عن طريق ميناء كوناكري بمساعدة من السلطات الغينية لتنقل برآ عبر الشاحنات و السيارات إلى باماكو ومنها إلى قاعدة غاو و نقلت الاسلحة من غينيا على مالي احيانا بواسطة طائرات عسكرية غينية من نوع ليوشين 14 وهذه الأسلحة ادخل قسط منها الى الولايتين الخامسة و السادسة......يتبع في الجزء الثالث.

المصد:رالمجاهدالروائي صلاح الدين محمد

 

google-playkhamsatmostaqltradent