recent
أخبار ساخنة

يهود الجزائر نشاطهم السياسي ودورهم في احتلال الجزائر.

Algeria The Best

المحتويات:

النشاط السياسي ليهود الجزائر

علاقة يهود الجزائر بالديون الفرنسية

مناطق تواجد اليهود في الجزائر.

 

    مثل يهود الجزائر اكثر فئة حضورا في العلاقات الدبلوماسية التي ربطت الجزائر مع الدول الأخرى خاصة الأوروبية منها ماسمح لهم بلعب دور هام في الإحتلال الفرنسي للجزائر ولو بطريقة غير مباشرة.

النشاط السياسي ليهود الجزائر 

 كان اليهوديان بكري المعروف باسم المستعرب ( ابن زهوات ) وبوشناق (بوجناح ) يديران شركة للتجسس على أحوال المواطنين الجزائريين، فكان لهم أعوان معتبرين في شرق البلاد وغربها يخبرونهما بكل ما يتعلق بأمور السياسة والتجارة داخل الجزائر وخارجها، وقد استغل اليهوديان ثروتهما الطائلة ونفوذهما الواسع لدى بعض الدايات فتدخلا في شؤون البلاد بل تمكنا من زمام السلطة في بعض الوقت وتحت رعاية بعض الباشوات مثل حسن مصطفى قوي نفوذهما واشتد بأسهما في مختلف القطاعات الحيوية للدولة الجزائرية وقد كان لبوجناح اتصال دائم مع الدول الأجنبية و كان همزة وصل بين هذه الدول ونيابة الجزائر إذ تدخل في الازمة التي وقعت بين انجلترا والجزائر عام  1800وبلغ قمة التأثير في مجال السياسة الجزائرية إذ استقبل باسم الداي قناصلة من الدنمارك والسويد وهولندا الذين جاءوا محملين بالعوائد والهدايا للقنصلية سنة1801م وبلغ به النفوذ في إدارة شؤون البلاد إلى أن يتكلم باسم الجزائر ويفاوض على لسانها، وقد تدخل أيضا في العلاقات مع فرنسا، إذ كانت فرنسا تعاني إختناقا إقتصاديا كبيرا منذ الثورة الفرنسية، بسبب مشاكلها الداخلية والحصار الذي ضربته عليها الدول الأوربية وعلى رأسها بريطانيا ولم تجد سوى الجزائر والو م أ حديثة الاستقلال لتخفيف الحصار عليها، فقام الأسطول الجزائري بقنص السفن الأمريكية المحملة بمختلف البضائع والمؤن التي كانت فرنسا بأمس الحاجة إليها بإيحاء من اليهوديين،حيث كانا يستفيدان منها ماليا وسياسيا بالمتاجرة بالغنائم، ولم يكن أمام فرنسا إلا طلب خدمات جوزيف بكري شريك بوشناق نفطالي بواسطة قنصلها حتى يدفع الداي حسين الى عقد معاهدة بين الجزائر والو م أ سنة 1795م ونجح اليهودي في ذلك مقابل عمولات مالية ومكاسب سياسية جعلت منه الرجل الأقوى ،وقد تدخل أيضا بكري بوشناق بين فرنسا والجزائر إثر تدهورت علاقتهما إثر حملة نابليون على مصر سنة،1798م وبفضل تدخميما تم إطلاق صراح القنصل والرعايا الفرنسيين الذين حبسيم الداي، ولقاء هذه الوساطة والمساعي اتجاه فرنسا تحصل اليهوديان على حمولة مالية هامة فضلا عن تمكنهما من الإحتفاظ بعقود تصدير الحبوب والمؤن المختلفة لجيش نابليون بمصر، بالإضافة إلى الدور الدبلوماسي ليهود الجزائر في العلاقات البريطانية الجزائرية سواء في ترضية الداي على بريطانيا وتحقيق التقارب بينهما لمساعدة الإنجليز في الإستلاء على مواقع فرنسا السياسية والاقتصادية بالجزائر منذ1809م انتقاما من نابليون أو في تفسير المفاوضات التي جمعت بريطانيا والداي صالح البرتغال حليفة الإنجليز، 

والتي حضر بوشناق نفطالي جميع لقاءاتها من بدايتها الى نهايتها سنة 1800م أما على مستوى العلاقات الجزائرية الاسبانية التي كانت مشحونة بالعداء والتوترات منذ سقوط الأندلس والمعارك التي تمت بها فإن وجود يهودي واحد من طراز نفطالي بوشناق بالديوان ولو كعضو غير رسمي كان كافيا لتصفية الأجواء وتطهيرىا من الخلفيات القديمة، تمكن اليهودي من إقناع الداي بتوقيع الصلح بينهما لكن لم تمر بضعة أشهر ليعود بوشناق من جديد الى توتير العلاقات بين البلدين بإقحام الإيالة في قضية شخصية تخص لوحده مع اسبانيا فقد كانت له ديون مع القنصلية الإسبانية في الجزائر، فسارع للتنازل عنها للداي مصطفى من أجل تسديدها والضغط على الإسبان ووقع الداي في الفخ حتى تفاعلت القضية وكادت الحرب تتحول إلى حرب واسعة النطاق وفي الأخير تم التفاهم على أن تدفع إسبانيا ثمن الديون المزعومة فقط من طرف بوشناق، لقد كان للنفوذ السياسي الإقتصادي اليهودي أثر بالغ على الجزائر خاصة عندما بلغ أقصى درجاته خاصة في عهد الداي حسين ومصطفى الوزناجي أي من  1792م الى 1805م لذلك كان متوقعا أن ينفجر التعصب والنقمة والمعارضة السياسية حتى من داخل النظام ضد هذا الإنحراف السياسي الخطير الذي يتيح احتكار القدرات لمجموعة صغيرة من الناس. 

 

علاقة يهود الجزائر بالديون على فرنسا

تعود أصول هذه القضية إلى مرحلة قيام الثورة الفرنسية وما نتج عنها من صراع بين فرنسا الجمهورية والأنظمة الأوربية الملكية ، ففي هذه الظروف أصبحت فرنسا في أمس الحاجة إلى كل المساعدة خصوصا المواد الغذائية الضرورية وعلى رأسها القمح، فقد تعرض الوسط الفرنسي الى موجات جفاف أضرت بالإنتاج الزراعي ، فطلبوا من الداي حسين إقراضهم المال فأعطى المبعوث الفرنسي هيركولي مبلغ مليون فرنك وطلب من اليهود إرسال صادراتهم إلى فرنسا، وقد استغل اليهود ظروف فرنسا التي كانت خزينتها خاوية وكان لزاما على الحكومة ضمان تموين فرنسا وخاصة أن الوكالة الفرنسية الإفريقية لا تملك تمويل وفي هذه الحالة فإن شركة بكري تقدم أجالا لتسديد القروض لكن مصحوبة بفوائده، وكذا في نهاية سنة 1795م كانت فرنسا مدانة بمليوني فرنك مع إضافة تموينات إضافية بعد ذلك التاريخ وفي ربيع سنة 1795م تذرعت الحكومة الفرنسية بالنوعية السيئة لجزء من حمولات الحبوب فقرر إرجاء تسديد ديون بكري وبوشناق ،فكان لزاما على حكومة الداي أن تتدخل في قضية بكري مع فرنسا بموجب أن بكري جزائري الجنسية فتدخل تاليران وزير خارجية فرنسا في القضية لكن لم تسدد الديون بسبب الحملة الفرنسية على مصر وبعد إنهاء النزاع بين العثمانيين وفرنسا عادت العلاقات إلى مجراها الطبيعي بين الجزائر وفرنسا، فأصبحت مسألة ديون بكري مسألة من مسائل الدولة الخاصة، لقد توصل بكري بمساعدة وزير الخارجية والدايات الى أن يحصل على أربع ملايين من الفرنكات ولم يقدم للخزينة الجزائرية سوى 30.000 وبقي في حوزة الفرنسيين سبعة ملايين فرنك،أما كمال بن صحراوي فيقول: "أما اليهود... فقد استلم ورثة بكري وبوشناق المبلغ الذي قيمته   7ملايين فرنك لكنهم انطلاقا من هويتيم اليهودية لم يعطوا الإيالة نصيبها وقد قام الداي مجددا بمطالبة فرنسا بتسديد الديون وأعطى للشركة اليهودية حرية أكبر لتضيق على المصالح الفرنسية في الشرق الجزائري من باب الضغط على الفرنسيين وبذلك كونت لجنة دخلت في المفاوضات مع المعنيين لحل المشكلة وانتهت بتوقيع اتفاقية في باريس في عهد الداي حسين بتاريخ  28أكتوبر1819م وتم الاتفاق على ان تدفع فرنسا 7 ملايين فرنك في غضون سنة ابتداء من1مارس1820م، لكن المادة الرابعة من هذا الإتفاق تضمنت استثناءا خطيرا إذ أشارت إلى دفع المبلغ في غصون عام إلا إذا قدم مواطنون فرنسيون اعتراضات تدعمها المحاكم ،وبذلك دخلت المسألة نفقا جديدا، ورغم أن غرفة النواب في فرنسا قبلت أن تدفع 7ملايين الا أن دعوى ظهرت في فرنسا وليفورن يزعم أصحابها أن لهم ديونا على شركة بكري وبوشناق ومنهم اليهودي الجزائري ناتان البكري وقد حدث أن طلبت اسبانيا من الداي حسين تعويضات على حمولات أخذت وهي تحت رايتها وفي المقابل كشف الداي عن قائمة حساب على إسبانيا أن تدفعها إلى شركة بكري ثم كاتب الإسبان واستخلص منهم مليون فرنك مقابل تسوية هذا المشكل بصفة نهائية وقد كادت العلاقات بين البلدين تنتهي بعد أن رحل قنصلها عن مدينة الجزائر وبعد استخلاص هذا المبلغ وزعه الداي على من كانت لهم ديون على بكري ولكن بحضوره حتى يضع حدا للشكاوي المتكررة ورغم ذلك بقيت على بكري ديون وهو ما استدعى بيع جميع ممتلكاته في المزاد العلني عام  1826بثمن قدره 320000ريال وليست هذه المرة الأولى التي تمت فيها مصادرة ممتلكات لليهود فإثر انتفاضة 1805ضدهم تعرضت ممتلكات بكري وبوشناق للمصادرة.

كذلك قبلها قام الداي مصطفى بمطالبة نابليون بونابرت بديون الجزائر في 1802/08/12 فأعطى هذا الاخير الأوامر لإتخاذ إجراءات التسديد إلا أن الظروف الطارئة في الجزائر وفرنسا عطلت ذلك ،حيث كانت فرنسا في حروبها النابليونية بأوروبا والتي لم تنتهي إلا في معركة Waterloo سنة 1815في حين كانت الجزائر منشغلة بثورة ابن الأحرش والمجاعة الخطيرة التي عمت البلاد وبثورة الانكشارية سنة 1805التي أطاحت بالداي مصطفى الوزناجي بسبب سماحه لليهوديان بكري وبوشناق بتصدير الحبوب الجزائرية إلى الخارج رغم حاجة البلاد إليها وبسبب هذه الظروف تم تأجيل قضية الديون إلى تاريخ لاحق وبالضبط سنة1818على عهد الداي حسين.

مناطق تواجد اليهود في الجزائر.

أ- مناطق تمركزهم:

عاشت التجمعات اليهودية في المدن الشمالية خصوصا الساحلية وتأثرت مباشرة بما كان يحدث في الإيالة وبقراراتها غير أن درجة هذا الإرتباط والتأثر بها تناقصت حدته كلما زادت المسافة الفاصلة بين المراكز التنفيذية لقرارات وسياسات الإيالة والتجمعات اليهودية، وهي لا تختلف في ذلك عن علاقة المسلمين بالسلطة المركزية بحيث كلما ضعف حضور السلطة كلما زادت هذه التجمعات في تدعيم استقلاليتها الذاتية، حيث كانت حياة اليهود في الجنوب والواحات مثلا أكثر استقرارا امنيا من الشمال لبعدها عن الاضطرابات والمعارك ، بينما نسبة كبيرة من اليهود في الشمال توجهوا للعاصمة بسبب تأثر الأوضاع السياسية الأمنية والإقتصادية.

وفي مدينة الجزائر مثلا كثيرا ما غادرت عائلات يهودية كليا البلاد بمجرد كساد تجارتها،و العودة إلى الجزائر كذلك كانت تحكمها أيضا نفس المحفزات والشروط ومدى الاستقرار إلى حد جعل حياتهم مقسمة بين الجزائر مثلا وايطاليا وتونس وفرنسا واسبانيا وبالتالي كانت هويتهم مركبة من كل هذه الهويات المختلفة مما يؤدي إلى صعوبة تحديد جنسية هذه العائلات فعليا فهي إذن تنتمي لكل هذه البلدان.

     لقد كان هؤلاء كشركاتهم ومحلاتهم متعددي الجنسيات فكانت عائلة كوهين مترددة بين مدينة الجزائر ومدينة ليفورن الإيطالية لفترة طويلة، وكان عقد الذمة يفترض على الدولة الإسلامية حماية أمن وممتلكات وحريات اليهود حيث في الحارة أو "الملاح "كتب "بيدو بوسانحا ": "منح اليهود وسائل الراحة أكثر مما منح المسلمون أنفسهم" في ميزاب عاش اليهود في جو من الأخوة والتسامح مع المسلمين الإباضين ولم يسجل التاريخ أية تجاوزات أو انتهاكات لحقوقهم فقد كان كل طرف يعيش في جو محترم ومتكامل ، وقد كان عدد اليهود في منطقة القبائل قليلا جدا لذلك لم يحتاجوا الى التجمع في حي خاص بل عاشوا مثل سكان المنطقة حيث اشتغلوا عادة بصباغة الحلي والجواهر الفضية والذهبية خاصة في "بني يني " وتكلموا باللهجة القبائلية.

ب- تعداد اليهود:

فقد ذكر ماسون أنه في إحصاء تقديري لسكان مدينة الجزائر عام 1621كان العدد الإجمالي 160 الف نسمة منهم 97 الف من الأهالي 30 الف من الأتراك و 10الاف من اليهود وكان كل من محمد دادة ونجوى طوبال قد لخصوا أراء المؤرخين حول أعداد اليهود في مدينة الجزائر، فإن إيزانيث قد لخص بدوره هذه الآراء حيث وجد إيزانيث في وثيقة أخذها من الأرشيف الفرنسي تعود إلى الفترة ما بين 1660-1616 أن عدد اليهود في الجزائر يتراوح مابين  8 الاف نسمة و 9 الاف نسمة، وقد قدر "دارفيو " عددهم عام1674 ما بين 10 الاف و 12 الف نسمة وهي أرقام متقاربة الى حد كبير لكن نجد إحصائية "ماسون " لعام1724التي قدرت عددهم ب 5 الاف نسمة، ونلاحظ أن عدد اليهود تزايد خلال القرن 18لا سيما النصف الأول منه ولعل ذلك يعود الى عدد الوافدين من أوروبا خاصة من ليفورن لكن النصف الثاني من القرن  18حمل معه  تراجعا في عدد اليهود بالجزائر ولعل ذلك يعود إلى:

 اقتصاديا: التغيرات التي عرفها البحر الأبيض المتوسط خاصة تراجع نشاط الأسطول البحري الجزائري الذي كان يوفر المادة الأولية الخام للنشاطات اليهودية ونقصد بذلك الأسرى والغنائم كانت تباع فتوفرسلعا يتاجر بها اليهود.

صحيا: من جهة أخرى لا يمكن إغفال تأثير الظروف الصحية على مجموع سكان الجزائر بمن فيهم اليهود فمرض الطاعون الذي أصاب المنطقة عام 1793و  1794أدى الى موت 1771يهودي وكان يقتل ما بين 50و 150 شخصا يوميا بقسنطينة.

ثم ان الظروف السياسية التي عاشتها البلاد في بداية القرن  19م خصوصا الثورة على اليهود جعلت كثيرا منهم يغادرون البلاد، كما حدث مع 200عائلة يهودية هاجرت إلى ليفورن ومنها عائلتي بكري وبوشناق اللذان فرا على متن سفينة سويسرية في حين هاجرت  100عائلة إلى تونس، ونتيجة لهذه العوامل تراجع العدد الإجمالي ليهود الجزائر ففي مدينة الجزائر كان العدد الإجمالي في حدود  5 الاف نسمة سنة1824م.

المراجع: 

 - نجوى طوبال، طائفة الييود بمجتمع مدينة الجزائر، "1830 ،1700م "من خلال سجلات المحاكم الشرعية.
 - فوزي سعد الله، يهود مدينة الجزائر خلال عيد الدايات " 1830 1700م "، وزارة الثقافة، الجزائر، 2009م.
 - كمال بن صحراوي، الدور الدبموماسي لييود الجزائر في أواخر عيد الدايات، دار الحكمة لمنشر والتوزيع، الجزائر،2009.
- فاطمة بوعمامة، الييود في المغرب الاسلامي خلال القرنين 7و  8الموافق ل  14و15م، مؤسسة تنور الحكمة، الجزائر،، ص2011.
 - يوسف مناصرية، النشاط الصييوني في الجزائر  1897م، 1962م، دار البصائر، ط  ،1الجزائر، 2009م.
 - محمد زروال، العلاقات الجزائرية الفرنسية  ،1791.1830دار دحمب لمنشر والتوزيع، الجزائر،

اقرأ أيضا:

- من مقاومة الإحتلال الفرنسي إلى تهمة الماسونية محطات في حياة الأمير عبد القادر.

 - موقف جمعية العلماء المسلمين من الثورة،هل فعلا كانت ضدها؟

 - يهود الجزائر اصولهم وسر سطوتهم المالية.

google-playkhamsatmostaqltradent