recent
أخبار ساخنة

يهود الجزائر اصولهم وسر سطوتهم المالية.

Algeria The Best


أصل التواجد اليهودي بالجزائر.

    تعتبر مدينة الجزائر أنموذجا حيا لتعايش جماعات مختلفة من ضمنها يهود الجزائر،فقد سجل منذ القديم توافد عناصر يهودية الى شمال إفريقيا ونظرا لما لحق بهم من شتات استقروا بالمراكزالتجارية التي أنشأها الفينيقيون على السواحل، واستمر توافدهم بصفة غير منتظمة خلال العهود الرومانية والوندالية والبيزنظية.

    ومع بداية الفتوحات الاسلامية توافد اعداد من اليهود واستقروا بالمدن الداخلية وشكل هؤلاء جميعا ما عرف بجماعة اليهود الأهالي أو التوشاييم،التوشاييم أو الاهالي كان وجودهم قديم بالجزائر، هذه الفئة أصبحت مع مرور الزمن منصهرة في المحيط الثقافي الحضاري والاجتماعي الجزائري، إذ يصعب تمييزهم عن غيرهم من الجزائريين، وعمق هذا الانصهار أدى إلى تسميتيم باليهود الأصليين ولقبهم أخرون باليهود الشكليين نسبة إلى الشكلية وهي صحيفة معدنية كانوا يضعونها حول أعناقهم لتمييزهم عن غيرهم، ثم ظهرت التسمية العبرية الجدية في الأوساط اليهودية المعروفة بالتوشاييم. بحيث نجد أن الوجود اليهودي بالجزائر قديم لكن بدايته غير معروفة على وجه التحديد، فمن المؤرخين من أرجعه إلى قرابة 3000 سنة، أي منذ قدوم الفينيقيين الى شمال إفريقيا لممارسة التجارة كغيرهم من الامم، وقد هاجر اليهود أيضا من إيطاليا 1342م، وكانت مدينة الجزائر من المدن التي استقر بها اليهود وعرف هؤلاء القادمون الجدد " بالمغورشيم " أو " الميغوراشيم " والميغور معناها بالعبرية المطارد كما عرفوا أيضا بحاملي القبعات أو الكابوسيين تمييزا عن حاملي العمائم " اليهود الأهالي". ويمكن القول أن الطائفة اليهودية في الجزائر تكونت من ثلاث عناصر أساسية وهي: الأهالي الذين احتفظوا بعقيدتيم وكانوا جزائريين، وثانيا اليهود الاندلسيين الذين تعرضوا للاضطهاد الاسباني وهاجروا الى الجزائر واستقروا فيها وتأقلموا مع أوضاعها ،وثالثا اليهود المغامرين الذين هاجروا الى الجزائر من مختلف الدول الاوروبية في أوائل العهد العثماني بحثا عن الثروة والاستغلال التجاري والنفوذ السياسي

يهود الجزائر اصولهم وسر سطوتهم المالية.
السطوة المالية و النشاط التجاري ليهود الجزائر.

    نجد أن يهود الجزائر، شكلوا جماعة وظيفية نشيطة ويمكن التمييز بين نوعين من

النشاطات الاقتصادية التي مارسها هؤلاء: الصنائع والحرف وايضا النشاطات المالية.

أولا: الصنائع والحرف.

 يعرفها ابن خلدون أنها تتميز بجانبين عملي و فكري، فبكونه عمليا هو انها تحتاج حركة جسمانية وبكونه فكريا انها تتطلب تفكير وتدريب، بما فيها من نجارة، خياطة وحياكة و من أهم الحرف التي مارسها اليهود هي: " الصياغة " إذ اشتهروا باشتغالهم بجميع الحرف التي لها علاقة بالمجوهرات والمعادن الثمينة كالذهب والفضة، حيث احتكروا هذا المجال إحتكارا تاما، نجد الطبقة المتوسطة التي كانت متكونة أساسا من الميغورشيم في المدن الساحلية والداخلية، وحتى التوشاييم في جرجرة والواحات مارست هذه الحرفة بني يني وغرداية التي اشتهرت بالمجوىرات الفضية والذهبية ازدهرت في قسنطينة. و القزازة هم المشتغلون بصناعة الحرير والمنتجات الحريرية الرفيعة مثل الحواشي وخيوط الحرير والخياطة والطرز اذ كانت من أهم الصنائع التي أتقنها اليهود رجالا ونساءا وازدهرت الخياطة في قسنطينة، إضافة الى ذلك بعض الحرف كصناعة الزجاج ومقابض البنادق، وبالصيد البحري والمرجان، وبذلك نجد أن يهود الجزائر اشتغلوا بمختلف المدن الجزائرية في الشمال وفي الجنوب كغرداية وتقرت.

ثانيا: النشاطات المالية

     نعني بها كل نشاط له علاقة بالأموال والتجارة والتسويق ومن بين هذه النشاطات تلك المتعلقة بالمعاملات النقدية كتبديل العملة والسمسرة ،حيث نجد أن لليهود دور أساسي في عملية السمسرة والوساطة التجارية، تحصلت هذه الفئة على أموال طائلة على حساب خزينة الدولة وبذلك نجدهم برزوا في جوانب إقتصادية مالية ذات مردودات عالية، ولا تجلب الأنظار كالبضائع التجارية التي تحتاج عرضيا في الاسواق وأبرزها أعمال الصيرفة وما يتعلق بها، كذلك نجد ظهور عائلتي بكري وبوشناق بمدينة الجزائر كان له الأثر الفعال وكان ذلك سنة 1770م بحيث نجد أن ميشيل كوهين بكري المعروف باسمه المعرب ابن زاهوت الذي أقام تجارة له في أوربا قبل أن يفتح له مركزا في الجزائر سنة 1770م، وكان هذا المركز متواضعا في البداية، غير أنه لم يلبث أن ازدهر بسرعة وقت انضمام الإخوة اليهود الثلاثة لبكري "إبن زهوات " وابنه داوود وصهره نافطالي بوشناق المعروف باسمو المستعرب –بوجناح – و الذي كان بدوره من أسرة لها علاقات تجارية في الخارج وجاءت إلى مدينة الجزائر سنة 1723م تقريبا كانت معدمة لا تملك قوت يومها، لكن سرعان ما ازدهرت تجارتها واتسع نطاق عملياتها التجارية بسبب مصاهرة نفطالي بوجناح الحفيد لأسرة بكري، اين أنشأت شركة قوية عامل نجاحها الدهاء السياسي و العلاقة القوية مع البلدان الاجنبية، وبذلك بدأت الشركة تنشط بقوة المال والدهاء فتستورد الخردوات، والأقمشة، القهوة، السكر، التوابل...

     لقد كانت الشركة اليهودية بكري –بوشناق ليهود الجزائر التي اتخذت مقرا لها بمدينة الجزائر بطريقة غير مباشرة السبب الرئيسي للإحتلال الفرنسي، بحيث نجد بكري وبوشناق لوحدهما احتكرا منتوجات الجزائر في القرن 18من الشموع والجلود والأصواف والحبوب التي كانا يصدرانها الى الضفة الشمالية من المتوسط، كما اشتغل اليهود بتجارة الأسلحة الشرعية وغير الشرعية كذلك نجد التجار اليهود المتجولين وغير المتجولين دور هام في رواج المنتجات الأوروبية، في الجزائر وبالتالي في سير العلاقات الرسمية في الجزائر، هذا ما أدى الى تضاعف النشاط التجاري لهؤلاء الباعة اليهود.

المراجع: 

 - نجوى طوبال، طائفة الييود بمجتمع مدينة الجزائر، "1830 ،1700م "من خلال سجلات المحاكم الشرعية.
 - فوزي سعد الله، يهود مدينة الجزائر خلال عيد الدايات " 1830 1700م "، وزارة الثقافة، الجزائر، 2009م.
 - كمال بن صحراوي، الدور الدبموماسي لييود الجزائر في أواخر عيد الدايات، دار الحكمة لمنشر والتوزيع، الجزائر،2009.
- فاطمة بوعمامة، الييود في المغرب الاسلامي خلال القرنين 7و  8الموافق ل  14و15م، مؤسسة تنور الحكمة، الجزائر،، ص2011.
 - يوسف مناصرية، النشاط الصييوني في الجزائر  1897م، 1962م، دار البصائر، ط  ،1الجزائر، 2009م.
 - محمد زروال، العلاقات الجزائرية الفرنسية  ،1791.1830دار دحمب لمنشر والتوزيع، الجزائر،

اقرأ أيضا:

- من مقاومة الإحتلال الفرنسي إلى تهمة الماسونية محطات في حياة الأمير عبد القادر.

 - موقف جمعية العلماء المسلمين من الثورة،هل فعلا كانت ضدها؟

google-playkhamsatmostaqltradent